Articals

كيف تصبح كاتبًا؟

30 July 2025
كيف تصبح كاتبًانصائح مفيدة من ريبيكا سولنتأعثر على نداء باطنيالموهبة مبالَغٌ في تقديرها، وهي غالبًا ما تُدمَج مع كلمات ج...

كيف تصبح كاتبًا

نصائح مفيدة من ريبيكا سولنت


أعثر على نداء باطني

الموهبة مبالَغٌ في تقديرها، وهي غالبًا ما تُدمَج مع كلمات جميلة: الحب، النداء الباطني، البصيرة، والإخلاص، والكثير من المصطلحات التي لن تصحبك إلى مناطق الضعف في أسلوبك، عندما لا يعطيك أسلوبك سببًا لتقوم في الصباح وتنظر إلى المخطوطة لليوم المئة على التوالي، أو حتى يعطيك موضوعًا فاتنًا لتكتب عنه. إذا لم تكن شغوفًا بالكتابة والعالم والأشياء التي فيه والتي تكتب عنها، إذن لماذا تكتب؟ إنها تبدأ بالشغف حتى قبل أن تبدأ بالكلمات. تريد أن تقرأ لأناس حكماء، ذوي دهاء، ثائرين، لطفاء، ملتزمين، ذوي بصيرة، ومنتبهين؛ تريد أن تكون هؤلاء الناس. أنا كلّي مع الأسلوب، لكن فقط في خدمة البصيرة.


الوقت

الكتابة تحتاج لوقت. وذلك يعني أنك بحاجة لتجد ذلك الوقت. لا تكن اجتماعيًّا جدًّا. أنفقْ أقلّ ممّا تكسب وأبق مواردك المالية بسيطة (أصحاب الأموال المستأمَنة والسّندات؛ أنا لا أتحدّث إليكم، رغم أنّ المال يجعل الكثير، والكثير من الأشياء سهلة، لكنه غالبًا يجعل النداء الباطني والشغف أصعب). على الأرجح، عليك أن تفعل شيئًا آخر لتكسب عيشك في البداية أو دائمًا، ولكن لا تطوّرْ عادات مكلّفة أو هوايات استهلاكية.


الحقائق

دائمًا اُحصلْ عليها بطريقة صحيحة. المعلومات الخاطئة حول نحلة طنّانة في قصيدة هي مملّة كفاية، ولكن عدم الدّقّة في الأدب اللّا تخيُّلي هو ذنب رئيس. لا أحد سيثق بك إذا كانت حقائقك غير صحيحة، وإذا كنت تكتب عن أناس أحياء أو عاشوا منذ عهد قريب أو تكتب عن السياسة يجب عليك على نحو قاطع أن لا تشوّه الحقائق. (اسألْ نفسك هذا: هل أحبّ أن يكذب الناس عندما يتحدثون عنِّي؟) مهما يكن ما تكتب عنه، لديك التزام أن تفعله بطريقة صائبة، من أجل الناس الذين تكتب عنهم، من أجل القرّاء، ومن أجل التأريخ. لذلك أنا دائمًا أخبر التلاميذ أنه منحدر زلق؛ بدءًا من الأشياء التي لم يفعلها زوج أمك في الواقع، إلى أسلحة الدمار الشامل التي لم تكن العراق تملكها في الحقيقة. إذا كنت تريد أن تكتب عن زوج أمّ فعل أشياء لم يفعلها زوج أمّك، أو أن تكرّر محاورات لا تتذكّرها بأيّ تفصيل، على الأقلّ عرِّفْ منتجك على نحو دقيق. الأدب القصصي يعمل تحت قواعد مختلفة ولكن غالبًا ما يحتوي على حقائق أيضًا، ومصداقيتك ترتكز على دقّتها.


الفرحة

الكتابة هي مواجهة أعمق مخاوفك وكلّ إخفاقاتك، يتضمَّن ذلك كم هو صعب أن تكتب في كثير من الأحيان، وكم تشمئزّ ممّا كتبته للتّوّ، وأنك أنت الشخص الذي ارتكب منذ برهة هذه الجمل المعيبة (كم من الكتَّاب -أقسم أنني منهم- قلقوا من الموت قبل مراجعة القصة الحقيرة التي كتبوها، حتى لا يعرف أحد من الأجيال القادمة كم كانت مروّعة). عندما يكون الأمر سيّئًا تمامًا، توقّف، اُنظرْ خارج الشباك (لا بدّ أنه هناك شباك دائما) وقلْ، أنا أفعل تمامًا ما أرغب في أن أقوم بفعله. أنا أتسكّع مع اللغة الإنجليزية (أو الإسبانية أو الكورية). أشرع في استعمال كلمة فيروزي أو انصهار أو النجم الأعظم المستعر الآن إذا ما أردت. اُعثرْ على المتعة والفرحة. ربما اجعلْ قائمات للفرح لحالات الطوارئ. عندما يفشل كلّ شيء آخر، ضَعْ أغنية العهد الجديد «أن تُسرَق فرحتي» – والمقطع المتكرّر هو «لن أسمح لأحد أن يسرق فرحتي». لا أحد، ولا حتى نفسك.

ولكنّ الأمر ليس عن الفرحة، إنه عن العمل، ويجب أن يكون هناك نوع من الفرحة في العمل، ذلك الذي عند كثير من الأطفال، وفي الوقت نفسه، يتضمَّن حقائق ثقيلة التي يتمّ قولها بنزاهة. النجارون لا يقولون «ليس لديّ طاقة اليوم»، أو «أنا لا أهتمّ بهذا الدّرج وإن كان الناس سيسقطون فيه»، لا يجب دائمًا أخذ الشعور بجديَّة في الطريق لفعل شيء ما، وفعل شيء ما هو والسيلة كي لا تبقى عالقًا في ما تشعر به. هذا يعني أنَّ هناك نوعًا من الاستبطان الذي يتدفق وهو عالق، وهناك نوع يذهب إلى ما وراء ذلك إلى شيء أكثر أهمية ومن ثمّ ربما يأخذك إلى الخارج، إلى العالم، أو إلى مكان حيث أعمق ما بداخلك والظواهر الكونية هما أخيرًا يتحدّثان لبعضهما بعضًا. كتبت أشياء وسط معاناة بشعة، وكانت طريقة لعدم الوقوع في تلك المعاناة، رغم أنها كانت صعبة، ولكن أيضًا، الصعب ليس مستحيلًا، ولم أتوقع أن يكون ذلك سهلًا.