مقالات

الضحك سلاححًا في مواجهة العالم

3 يوليو 2025
مايا أنجلو تقدِّم لانغستون هيوز

مايا أنجلو تُقدِّم لانغستون هيوز: الضحك سلاحًا في مواجهة قسوة العالم


إنه لأمر خطير أن تصدّقوا تصريحًا جَدّيًّا إن لم يكن المصرِّح يتمتع بحسّ الفكاهة. في الواقع، إنِ استدعى المتحدّث إلى الأذهان الصورة الكئيبة للجبين المُسنَد إلى كفّ، وقَوام جسد أحنَته ويلات العالم؛ فإنني سأبذل قصارى جهدي لأستبدل البيئة المحبطة بأجواء أكثر إشراقًا، حيث يضحك الناس الجدّيون فعلًا، يكتكتون، يقهقهون، ويكركرون في محاولاتهم للبقاء في هذا العالم القديم اللئيم و إحداث فَرق فيه ربما.

عرف لانغستون هيوز أن الحياة التي تُعاش في شوارع واسعة تصطفّ على جانبيها الأشجار؛ لا بدّ أن تُعاش بروح الدّعابة؛ فما بالكم بحياة الناس الكثيرين الذين يعيشون حياتهم متمسّكين بشكل متزعزع بالحافة الصخرية للفقر والرفض. عرف هيوز أنه إذا كان الناس الذين يسيرون في طرق الامتيازات الفسيحة يبتسمون بودّ؛ فإن الناس في شوارع التمييز الممزقة بحاجة إلى أن يضحكوا من أعماقهم من أجل النجاة.

أرنا بونتيمبس، صديق هيوز العظيم والمعاصر، قال إن هذه الرواية الأولى، حياة لا تخلو من ضحك، التي كُتبت عام 1930، كانت قد تأخرت كثيرًا. فسّر التأخير بقوله إن الشاعر الجوّال أخذ إجازة للعودة إلى جامعة لينكولن في بنسلفانيا. لحسن حظّ عشاق هيوز فقد عاد إلى المخطوط حينما ترك جامعة لينكولن. من المثير للاهتمام قراءة هذا الكتاب في العقد الأخير من القرن العشرين، واكتشاف أن مقدّمته المنطقية ضرورية بشدة بشكل مؤلم، وجاءت في وقتها. فالصعوبات التي واجهتها شخصيات هيوز ضمن محيطه منذ ستين عامًا حاضرة بقوة اليوم للأسف. العزيمة والمثابرة اللذان اعتمدوا عليهما للتغلّب على الظروف ما زالا مستمرَّين معنا بسعادة إلى اليوم. والضحك الذي وظّفوه لوضع حدّ للحرمان؛ كان وما زال، وسيظلّ ملاذًا يوفّر للمحتاجين العون والملجأ في وقت العاصفة.

كما أشار لانغستون هيوز في شعره ونثره، فقد ظلّ الجهل والعنصرية يُمارَسان في كل عقد من التاريخ الأميركي وعلى مدار كل مراحله. خلق جيس ب. سمبل الغاضب والعميق، الذي ساعدنا في السخرية من الظالم، وبالتالي إضعاف سلطة الظلم. حينما نظر إلينا المجتمع الأكبر كمواطنين من الدرجة الثانية لا يستحقون إلا معاملة من الدرجة الثالثة، منحنا هيوز امرأة قوية، عنيفة، ومبتهجة فسّرَت الأمر:

أنا أطبخ،

وأعمل في النهار أيضًا!

ألبرتا كيه. جونسون،

مدام بالنسبة إليك.

دُوّن هذا الكتاب حين كان على المبشّرين أن يكونوا شعراء، وكان الشعراء مبشّرين، لأنهم كانوا في حاجة إلى أن يكونوا متاحين لجميع الناس في كل وقت. ولم تقلّ الحاجة إليهم اليوم. جاءت هذه الطبعة الجديدة في الوقت الملائم.


د. مايا آنجلو

28 مارس 1994



لشراء رواية: حياة لا تخلو من ضحك اضغط هنا